للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدليل أن الضمير فى كلمة "ورسوله" جاء مفرداً، فقال تعالى: {وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً} .

والضمير المفرد يعنى: أن الله ورسوله أو كلامه، ليسا اثنين، وإنما واحد، فلم يقل: "وتعزروهما وتوقروهما وتسبحوهما بكرة وأصيلا".

ويقول تعالى: {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه} (١) ولو كان الرسول فى الآية يعنى: شخص النبى محمد لقال تعالى: "أحق أن يرضوهما" ولكن الرسول هنا يعنى فقط كلام الله، لذا جاء التعبير بالمفرد، الذى يدل على الله تعالى وكلامه.

ويقول فى موضع آخر: "أما أقوال الرسول، فهى القرآن دين الله، وقد أبلغه الرسول دون زيادة ولا نقصان، وفيه الكفاية، وفيه التفصيل، وفيه البيان، إن طاعة الرسول هى طاعة القرآن الذي أنزله الله على الرسول، ولا يزال الرسول أو القرآن بيننا" (٢) .

وقال قاسم أحمد (٣) : "يبدو جلياً أن طاعة الرسول تعنى طاعة الله، لأن الرسول ليس سلطة مستقلة، فهو كرسول له حق التبليغ، تبليغ الرسالة، وطاعته من طاعة الله، وكما ذكر فى القرآن فى مرات عديدة {ما على الرسول إلا البلاغ} (٤) يعنى: ملاحظة أن القرآن استخدم كلمة الرسول، ولم يقل "محمد" إذن فالطاعة للرسول أى الرسالة التى أرسل بها من قبل الله ...


(١) الآية ٦٢ التوبة.
(٢) لماذا القرآن أو القرآن وكفي ص٣٣، ٣٤.
(٣) كاتب ماليزي معاصر، ورئيس الحزب الإشتراكي الماليزي – سابقاً – من مؤلفاته: إعادة تقييم الحديث، أنكر فيه حجية السنة النبوية، وحجية السيرة العطرة الواردة فى السنة المطهرة.
(٤) الآية ٩٩ المائدة.

<<  <   >  >>