للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يقول معقباً: "إن مثل هذه النصوص وغيرها إن كانت تؤكد شراكة الرسول لله فى أمر الحكم والأمر والنهى، وهو ما يريد تأكيده الفقهاء، فهذا هو الكفر بعينه، إذ معنى هذا الكلام أن الرسول يشارك الله فى خاصية الألوهية. وهذا يعنى: أن الرسول قد منح صفة من صفات الله، وأخذ خاصية من خصائصه سبحانه، وهذا ما قالته اليهود فى عزير، والنصارى فى عيسى" (١) .

...

ولم يقف إفكهم عند هذا الحد، إذ زعموا أن الإيمان بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى البداية لتأليهه.

... يقول أحمد صبحى منصور: "أولى حقائق الإسلام، أنه ليس فيه إيمان بشخص وإنما الإيمان بالوحى الذى نزل على شخص النبى، وليس بشخص النبى البشرى.

يقول تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد} (٢) لم يقل آمنوا بمحمد، وإنما آمنوا بما نزل على محمد، أى: الإيمان بالوحى أى: بالقرآن الذى يكون فيه محمد نفسه أول المؤمنين به، أما الإيمان بشخص محمد فذلك يعنى البداية لتأليهه" (٣) .


(١) دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص٥٣، ٥٤، وينظر من نفس المصدر ص٤٧، وينظر له أيضاً: أهل السنة شعب الله المختار ص٨١، وينظر: دين السلطان لنيازى عز الدين الفصل الرابع والعشرون بعنوان: لماذا يسعى الطغاة إلى تأليه الرسل؟ ص٦٠٤.
(٢) الآية ٢ محمد.
(٣) جريدة الدستور العدد الأول ٣١/ ١٢/ ١٩٩٧، وينظر: مقالاته فى مجلة روز اليوسف العدد ٣٥٥٩ ص٣٨، والعدد ٣٥٦٣ ص٣٥، والعدد ٣٥٦٤ ص٢١، وينظر له أيضاً الأنبياء فى القرآن ص٣١، ٤٠، ولماذا القرآن ص٣٣، ٣٤، ٥٠، وحد الردة ص٣٠، ومشروع التعليم والتسامح لأحمد صبحى وغيره ص١٥٢.

<<  <   >  >>