للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمة

الحمد لله الذي جعل اللسان العربيّ أداة كتابه العزيز، وجعله حافلا بالنفع والقول الوجيز، وأصلي وأسلم على منْ دعا إلى تعلّم لغات الآخرين؛ اتّقاءً لمكرهم، وخشية التمكين والتعزيز، - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين -، وبعد:

فإنّ من الظواهر اللُّغوية التي حظيت باهتمام اللغويين العرب: ظاهرة (الاقتراض اللغوي) ، والتي تعني: العملية التي تأخذ فيها لغة (ما) بعض العناصر اللغوية للغة أخرى. ومحاولة نسخ صورة مماثلة لنمط لغوي لإحدى اللغات في لغة أخرى (١) .

وهذه الدلالة لـ (الاقتراض اللغوي) دلالة مجازية؛ لأن حقيقة الاقتراض: أن يأخذ المرء شيئا من آخر؛ لينتفع به فترة من الزمن ثم يعيده إلى صاحبه. وليس كذلك الاقتراض بين اللغات؛ لأن اللغة التي تقترض لفظا من لغة أخرى لا تحرم صاحبة اللفظ من استعماله، ولا تعيده إليها (٢) .

والمقصود بـ (الاقتراض اللغوي) في هذا البحث: المفردات المُعرّبة والدخيلة التي أضيفت إلى القاموس العسكري من مفردات لغات أجنبية، كان المُعرّب فيها خاضعا للقوانين الصوتية العربية؛ مما يسهّل النطق بها، ويسهّل انتشارها. وكان الدخيل فيها مستعملا بلفظه الأجنبي دون خضوع للقوانين الصوتية العربية.


(١) الألفاظ العربية المقترضة في العبرية الدارجة: ١٠٣.
(٢) اللغات يقترض بعضها من بعض: ٦٦.

 >  >>