للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

السبب الخامس: وضوح دعوتها وبعدها عن السرية:

إن المتأمل في حقيقة الدعوة ليدرك بعين البصيرة والإنصاف أهمية وضوح الهدف والغاية، الهدف: إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، والغاية {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] .

والدعوة الإصلاحية، سارت على هذا الأصل الأصيل فلم تكن - كما هو معلوم - دعوة سرية، لها رموز وطقوس لا يعرفها إلا الخاصة، ولا يدركها إلا أُناس وفئام، بل كانت واضحة المقصد، بينة المسلك، أهدافها معلومة، وغاياتها معروفة، وإن السرية وخطورتها مما تنبه إليه سلفنا الصالح - رحمهم الله - في القديم، وحذروا منها وجعلوها بوابة ومدخلاً وتأسيساً للشر، ونواة للضلالة والفتنة فقد أخرج اللالكائي في كتابه "أصول اعتقاد أهل السنة" (١ / ١٣٥) عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: "إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بشيء دون العامَّة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة".

<<  <   >  >>