للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

السبب السابع: لزومها للجماعة، ونهيها عن الفرقة:

مما تميزت به هذه الدعوة حرصها البالغ، وتأكيدها التام على لزوم الجماعة، وتوثيق عرى الأُلفة، والدعوة إلى ذلك والمناداة بهما، ورفع عقيرتها بذلك، وتحذيرها من الفرقة، ونبذها للخلاف، وتحذير الناس من ذلك كله، بل من أسبابه ودواعيه وموجباته.

والجماعة المقصود بها: هي جماعة المسلمين من سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الذين اجتمعوا على الكتاب والسُّنَّة، وساروا على ما كان عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ظاهراً وباطناً اعتقاداً وسلوكاً، منهجاً وطريقة.

وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين، وحثهم على الجماعة والائتلاف والتعاون، ونهاهم عن الفرقة والاختلاف والتناحر فقال سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣] .

وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: ١٠٥] .

وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «الجماعة رحمة، والفرقة عذاب» [أخرجه أحمد] .

<<  <   >  >>