للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذ دخلت امرأة سادلة القناع، سابغة اللفاع، فاسترعت السماع، وقالت:

يا قاضي العدل الكريم المنصفا ... إن أبي في جوره قد أسرفا!

أقعدني عن الزواج عنفا ... وليس يكفيني لو تقشفا

فانظر لنا حكماً إلى الله صفا ... أولا، فإن الله حسبي وكفى!

قال: وكانت بين ذلك تخطر كالسمهري، وتفتن في إنشادها كالبحتري. ففتنت بافتنانها من حضر، واستهوت القاضي فجعل يخالسها النظر. فلما فرغت من إنشادها أطرق إطراق المرتاب، وقال: شر أهر ذا ناب، فمن هذا الظالم الذي لا يعرف السنة والكتاب؟ قالت: هو شيخ يفن، قد صار جلده كالسفن، يضمني إلى أضلاع له كالنعش فتعشاني لحيته كالكفن. ولقد خطبني كرام

<<  <   >  >>