للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترى. فأكبر القاضي شكواها، وأوى لبلواها. وقال: يا أمة الله صبراً! فإن مع العسر يسراً، وما أتم كلامه إلا وأبوها قد أقبل، وقال: يا مولاي لا تكن كقاضي جبل. وأنشد:

ما كذبت وما بها من عار! ... لكن ذاك ليس باختياري

فإنها من أحسن الجواري ... بديعة في أعين النظار!

كالشمس في رائعة النهار ... فصنتها كدرة البحار!

حتى أرى كفأ من الأصهار ... وإنني شيخ غريب الدار

صفر من الدرهم والدينار ... أنتظر العفو من الأحرار

وأحسن الصبر على الأقدار ... فاحكم بما ترى ولا تمار!

ولما فرغ الشيخ من أبياته قال: شهد الله أن موت الذليل خير من حياته. وأنني قد كنت نشبة، فضرت عقبة. وطالما كنت اكلل القصاع، وأجم الكيلجة والصاع. حتى استولت النحوس، وخلت

<<  <   >  >>