للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يشاء، ويضل من يشاء. فاهتز الشيخ عجباً وقال: إنها لإحدى الهنات الهينات! ولو شئت لجئت بما فوق ذلك من الحسنات المحصنات. قالوا: ذاك لك وإليك وفيه منة علينا وعليك. فشمخ بأنفه كأنه ملكٌ أو ملك، وأنشد ملغزاً في الفلك:

ما عدمٌ في الحق لكن ترى ... منه وجوداً حيثما استقبلك

ذلك لله بإجماله ... فإن قطعنا رأسه فهو لك

ثم حدج القوم بالبصر وأنشد ملغزاً في القمر:

ومولود بدون أب وأمٍ ... بلا قوتٍ يعيش ولا يموت

له وجهٌ وليس له لسانٌ ... فيخبرنا ويلزمه السكوت

ثم قال: دونكم يا بني الخالة وأنشد ملغزاً في الهالة:

ما قولكم في محيز حسنٍ ... ليس له أول ولا آخر

في قلبه نقطةٌ مشكلةٌ ... قد جانسته بشكلها الظاهر

<<  <   >  >>