للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وسيلة إلى تبوء المراكز الهامة في المجتمع، وكانت العرب تقول في أمثالها: (من حلم ساد) ومن هؤلاء الذين تزعموا أقوامهم بسبب حلمهم عرابة بن أوس، والأحنف بن قيس، وروي أن معاوية بن أبي سفيان قال لعرابة بن أوس: بم سدت قومك يا عرابة؟ فقال عرابة: يا أمير المؤمنين كنت أحلم عند جاهلهم، وأعطي سائلهم، وأسعى في حوائجهم، فمن فعل منهم فعلي فهو مثلي، ومن جاوزني فهو أفضل مني، ومن قصر عني فأنا خير منه وإن الحلم فضيلة تقع بين رذيلتين متباعدتين، فمن وراء يمين الحلم يأتي التباطؤ والكسل، والتواني والإهمال، وتتبدل الطبع عند مثيرات الغضب، ومن وراء يسار الحلم يأتي التسرع في الأمور واستعجال الأشياء قبل أوانها، والذي جعل الحلم فضيلة خلقية هو اعتداله، ومسايرته لمقتضى العقل السليم، والآثار النافعة المفيدة الخيرة التي تترتب عليه ولقد ضرب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أروع المثل للمسلمين في الحلم فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: «بال أعربي في المسجد، فقام الناس ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، فإنما بعثتم مسيرين، ولم تبعثوا معسرين» فقد علم

<<  <   >  >>