للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أن الصلاة على القبر عند الحنفية تكون إلى ثلاثة أيام (١) والجمهور لا يرون الصلاة على الشهيد، فليس المراد من حديث عقبة صلاة الجنازة بالإجماع، فوجب تأويل الحديث بأن المراد من الصلاة الدعاء لهم (٢) .

ويظهر أن حديث عقبة خارج محل النزاع، لأن النزاع في الصلاة على الشهيد قبل دفنه، وحديث عقبة إنما هو في الصلاة بعد الدفن.

٢- ونوقش حديث ابن عباس وما جاء في معناه من روايات متعددة: أنها ضعيفة كلها، والأخبار جاءت من وجوه متواترة أنه لم يصل على قتلى أحد (٣) .

٣- أما حديث شداد بن الهاد فنوقش، بأنه يحتمل أن الرجل الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقي حيا مدة طويلة حياة مستقرة حتى انتهى القتال، ثم مات فصلى عليه (٤) .

وعلى ما تقدم فالراجح أن الأولى والأفضل ترك الصلاة على شهداء المعركة في حرب الكفار، لأن حديث جابر رضي الله عنه صحيح وصريح في ترك الصلاة على شهداء أحد، وهو عام في كل الشهداء في المعركة ولأن الحرب وما يحدث فيها من كثرة القتل وانشغال المجاهدين بالقتال يصعب معه الصلاة على الشهداء.

فإن صلى عليهم، فلا بأس بذلك للآثار الواردة في ذلك. والله أعلم.


(١) المبسوط (٢/٦٩) .
(٢) المجموع (٥/٢٢٦) وتحفة الأحوذي (٤/٨٣) .
(٣) المجموع (٥/٢٢٦) والأم (١/٢٦٧) .
(٤) السنن الكبرى للبيهقي (٤/٢٤) وعارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي ... (٤/٢٠٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>