للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء الحديث الثالث بالتحذير والوعيد الشديد لمن ترك الجهاد، أو تهاون فيه، أو غفل عنه، وأن من مات ولم يحدث نفسه بالجهاد في سبيل الله، ولم ينفق على الجهاد في سبيل الله، مات على شعبة من النفاق.

ب- السنة الفعلية:

أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجهاد في سبيل الله، وقتال الكفار حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فجاهد بنفسه الكريمة وقاد الغزوات في سبيل الله (١) وباشر القتال حتى شج (٢) وجهه الكريم - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته ففي غزوة أحد (٣) أبلي النبي - صلى الله عليه وسلم - بلاءً حسنًا.

يصف سهل بن سعد (٤) - رضي الله عنه - ما حصل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: (جرح وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته وهشمت البيضة (٥) على رأسه..) (٦) .


(١) غزا - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة، وقيل: سبع وعشرين، وقيل خمس وعشرين وقيل غير ذلك قاتل منها في ثمان غزوات منها يوم بدر وأحد والأحزاب ويوم خيبر، ويوم فتح مكة، ويوم حنين، انظر فتح الباري، كتاب المغازي (٧/٣٥٤) وعيون الأثر لابن سيد الناس اليعمري ... (١/٣٥٣) وطبقات ابن سعد (٢/٥) وكتاب المغازي لابن أبي شيبة ص (١٧١) .
(٢) الشجة: الجراحة وإنما تسمي بذلك إذا كانت في الوجه أو الرأس، انظر المصباح المنير ص (٣٠٥) .
(٣) أحد جبل بظاهر المدينة في شمالها وقعت عنده معركة أحد في سنة ثلاث من الهجرة انظر: الروض المعطار في خبر الأقطار ص ١٣ والبداية والنهاية لابن كثير (٣/٣٨٣)
(٤) سهل بن سعد بن مالك الخزرجي الأنصاري الساعدي، من مشاهير الصحابة، كان اسمه حزنا فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - مات سنة ٩١ هـ بالمدينة، وقيل: هو أخر من مات من الصحابة بالمدينة. انظر: الإصابة (٣/١٦٧) ت رقم (٣٥٤٦) ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان البستي ص ٤٨ ت رقم (١١٤) .
(٥) هي الخوذة توضع على الرأس، وقيل ما يلبس على الرأس من آلات السلاح، انظر: لسان العرب (٧/١٢٥) مادة (بيض) وفتح الباري (٦/١٢٠) .
(٦) صحيح البخاري مع الفتح كتاب الجهاد والسير باب لبس البيضة، ح رقم (٢٩١١) . وصحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد ح رقم (١٧٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>