للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الرابعة

مخادعة العدو

لا خلاف بين الفقهاء (١) رحمهم الله تعالى -فيما أعلم- أنه يجوز خداع الكفار والتمويه عليهم، ما أمكن ذلك في الحرب.

قال النووي رحمه الله: (اتفق العلماء على جواز خداع الكفار في الحرب، وكيف أمكن الخداع إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يحل..) (٢) .

ويدل على جواز خداع الكفار في الحرب ما يلي:

١- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «الحرب خدعة (٣) » (٤) .

٢- وعن كعب بن مالك (٥) رضي الله عنه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورّى (٦) بغيرها) (٧) .

وبهذا يتبين أن خداع العدو والتمويه عليهم في الحرب أمر ضروري في سياسة الحروب، حتى يتمكن المجاهد في مباغته العدو وأخذه على غرة وفي ذلك توفير في طاقة الجيش وعتاده، وتقليل الخسائر في الأرواح، والله أعلم.


(١) شرح السير الكبير (١/٨٥) والمغني (١٣/٤١) وكشاف القناع (١/٣٩٥) وفتح الباري (٦/١٩٥) ونيل الأوطار (٧/٢٣٥) وعارضة الأحوذي (٧/١٢٧) .
(٢) شرح صحيح مسلم (١١/٢٨٨) .
(٣) خدعة، تأتي بضم الخاء وفتحه وكسره، والفتح قيل: هي لغة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعنى الخدع: إظهار خلاف ما تخفيه وإرادة المكروه بالعدو من حيث لا يعلم، انظر: لسان العرب مادة (خدع) (٨/٦٣) والمصباح المنير ص ١٦٥.
(٤) صحيح البخاري مع الفتح كتاب الجهاد باب الحرب خدعة، ح رقم (٣٠٢٩) ومسلم بشرح النووي كتاب الجهاد والسير باب جواز الخداع في الحرب ح رقم (١٧٣٩) .
(٥) هو كعب بن مالك بن أبي كعب، واسم أبي كعب: عمرو بن القين بن سواد، الأنصاري الخزرجي السلمي شهد العقبة وأحد تخلف في غزوة تبوك فكان أحد الثلاثة الذين خلفوا ثم تاب الله عليهم، كان من شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل: إنه مات بالشام في خلافة معاوية، انظر: الإصابة (٥/٤٥٦) ت رقم (٧٤٤٨) وأسد الغابة (٤/١٨٧) ت رقم (٤٤٧٨) .
(٦) وريت الخبر جعلته ورائي وسترته وأظهرت غيره، وقيل: هو في الحرب أخذ العدو على غرة، انظر: لسان العرب مادة ورّى (١٥/٣٨٩) وفتح الباري (٦/١٤٠) .
(٧) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد باب من أراد بغزوة فورّى بغيرها، ح رقم ... (٢٩٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>