للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير، والمقداد بن الأسود (١) وقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (٢) فإن بها ظعينة (٣) ومعها كتاب فخذوه منها، فانطلقنا تعادي بنا خيلنا (٤) حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها (٥) فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هذا يا حاطب؟ قال: يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت إمرأً ملصقا (٦)

في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرا، ولا ارتداد ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صدقكم، فقال عمر: يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق - صلى الله عليه وسلم - قال: إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل (٧) الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (٨)) (٩) .


(١) هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي، وقيل: الحضرمي، يكني أبا الأسود، أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد كلها وكان فارسا يوم بدر، تزوج بنت الزبير بن عبد المطلب، وروي أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات سنة ٣٣ هـ في خلافة عثمان، الإصابة (٦/١٥٩) ت رقم (٨٢٠١) وأسد الغابة (٤/٤٧٥) ت رقم (٥٠٦٩) .
(٢) موضع بين مكة والمدينة يبعد عن المدينة اثنى عشر ميلا، انظر: معجم البلدان (٢/٣٨٣) ت رقم (٤٠٥٧) .
(٣) الجارية، والأصل الهودج وسميت به الجارية لأنها تكون فيه، واسم الظعينة سارة مولاة لعمران بن أبي صيفي القرشي انظر: شرح صحيح مسلم (١٥/٢٨٨) وعون المعبود شرح سنن أبي داود (٧/٢٢٣) .
(٤) تجري بنا. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٥/٢٨٨) .
(٥) شعرها المضفور انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٥/٢٨٨) وعون المعبود شرح سنن أبي داود (٧/٢٢٣) .
(٦) أي حليفا انظر: عون المعبود (٧/٢٢٤) وفتح الباري (٨/٨١٨) ..
(٧) بصيغة الترجي في أكثر الروايات وهو من الله واقع. انظر: فتح الباري (٨/٨١٨) .
(٨) المراد: غفران الذنوب في الآخرة وإلا لو وجب على أحدهم حدا لم يسقط في الدنيا انظر: عون المعبود (٧/٢٢٤) .
(٩) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس، ح رقم (٣٠٠٧) وكتاب التفسير، باب سورة الممتحنة، ح رقم (٤٨٩٠) وصحيح مسلم بشرح النووي، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بدر ح رقم (٢٤٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>