للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرع الثاني

قسمة الفيء بين الجنود في الماضي (١) والحاضر (٢) .

أولا: في الماضي:

اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في الجهة التي يصرف فيها الفيء إلى قولين:

القول الأول: أن الفيء لجميع المسلمين ويدخل الجنود فيه دخولا أوليا فيعطون منه ما يكفيهم وهذا قول الجمهور (٣) .

واستدلوا بما يلي:

١- قوله تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الحشر: ٦، ٧] .

قال عمر - رضي الله عنه - لما قرأ هذه الآيات: (استوعبت المسلمين) (٤) .

وقال أحمد رحمه الله: (فيه حق لكل المسلمين) (٥) .


(١) ما كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء بعده ومن جاء بعدهم من سلف الأمة حين كان الجهاد قائما والمسلمون يتطوعون للجهاد في سبيل الله وقبل وجود التنظيمات العسكرية الموجودة الآن, وحدد بعضهم إلى دولة بني العباس. انظر: العلاقات الدولية في الإسلام د/ وهبة الزحيلي ص ٨٣.
(٢) المراد العصر الذي نعيش فيه الآن وما وجد فيه من التنظيمات العسكرية التي تعتبر الانخراط في السلك العسكري مهنة لا يحق للعسكري ممارسة غيرها.
(٣) بدائع الصنائع (٦/٨٨) والمعونة (١/٦١٨) وبداية المجتهد (١/٤٠٦) وروضة الطالبين (٦/٣٥٨) الأحكام السلطانية ص ٢٢٨ وكشاف القناع (٢/٤٢٠) والشرح الممتع (٨/٤٤) وحاشية الروض المربع (٤/٢٩١، ٢٩٣) .
(٤) كشاف القناع (٢/٤٢٠) والكافي في فقه الإمام أحمد (٤/١٩٥) .
(٥) كشاف القناع (٢/٤٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>