للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٠] قول المعلم لا أدري لما لا يدري جزء من العلم

لقد عاب الله على الذين يتكلمون بغير علم، وذمهم في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن القائل بلا علم، يضل ولا يهدي، ويفسد ولا يصلح. وقول المرء لا أعلم أو لا أدري لما لا يعلم ولا يدري، ليس عيباً، ولا نقصاً في علمه وقدره، بل هو من تمام العلم.

ولما سأل الله رسله يوم القيامة بقوله: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} (١) أي ماذا أجابتكم به أممكم؟ (قالوا لا علم) وإنما العلم لك يا ربنا فأنت أعلم منا {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} أي تعلم الأمور الغائبة والحاضرة (٢)

ولما سأل الله ملائكته بقوله {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (٣) فلم تستح (٤) الملائكة من رد علم المجهول إلى عالمه.


(١) سورة المائدة.
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. الشيخ عبد الرحمن بن سعدي. (٢ / ٣٦٠) .
(٣) سورة البقرة.
(٤) سئل الشعبي عن مسألة فقال كلاماً فيه أني لا أحسن الإجابة عن هذه المسألة. فقال له أصحابه: قد استحيينا لك مما رأينا منك. فقال: لكن الملائكة المقربين لم تستح حين قالت: (لا علم لنا إلا ما علمتنا) . (مختصر جامع بيان العلم وفضله. لابن عبد البر ص٢٢١)

<<  <   >  >>