للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعد قوله: «فمن أعدى الأول» ؟) وهو جواب في غاية البلاغة والرشاقة. وحاصله من أين جاء الجرب للذي أعدى بزعمهم؟ فإن أجيب من بغير آخر لزم التسلسل أو سبب آخر فليفصح به، فإن أجيب بأن الذي فعله في الأول هو الذي فعله في الثاني ثبت المدعى، وهو أن الذي فعل بالجميع ذلك هو الخالق القادر على كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى (١) . (٢) .

الخلاصة:

إن غرس العقيدة عن طريق عرض العلوم غير علوم الشريعة، وسيلة نافعة جداً في ربط المسلم بدينه في كل مجالات الحياة.

إن هذه الطريقة، تؤدي إلى تقوية الإيمان لدى الطلاب عموماً، فتنشئ لنا جيلاً قوياً في معتقده، وثيق الصلة بربه.


(١) فتح الباري (١٠ / ٢٥٢)
(٢) ينبغي أن نشير هنا إلى أمر هام وهو أن الأسباب لا تؤثر بنفسها فالمؤثر هو الله، ولكننا نتجنب الأسباب التي تكون سبباً للبلاء.. وفي هذا المعنى يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه لكتاب التوحيد (٢ / ٨٢) قال: وهذا النفي في هذه الأمور الأربعة (وهي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث «ولا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» ) ليس نفياً للوجود، لأنها موجودة، ولكنه نفي للتأثير، فالمؤثر هو الله، فما كان سبباً معلوماً فهو سبب صحيح، وما كان منها سبباً موهوماً فهو سبب باطل، ويكون نفياً لتأثيره بنفسه ولسببه. فقوله: «لا عدوى» العدوى موجودة، ويدل لوجودها قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يورد ممرض على مصح» أي: لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة، لئلا تنتقل العدوى. أهـ.

<<  <   >  >>