للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣] الرفق بالمتعلم وتعليمه بالأسلوب الحسن:

لقد كان صلى الله عليه وسلم أرفق الناس للناس، وكان صلى الله عليه وسلم يراعي نفسياتهم وأحوالهم، كيف لا وهو الذي قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (١) وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله عز وجل يحب الرفق في الأمر كله» (٢) والرفق هو: لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف (٣) . والنفس البشرية تميل إلى الرفق ولين الجانب وطيب الكلام وتأنس به، وتنفر من الجفوة والغلظة. ولذا كان حري بالمعلمين والمربين أن يعوا هذا الجانب ويطبقوه على تلاميذهم وطلابهم.

والشدة على المتعلمين مضرة بهم (٤) وذلك أن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم سيما في أصاغر الولد لأنه من سوء الملكة ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر وضيق عن النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه وعلمه المكر والخديعة.. (٥) .

ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة وأعلاها في حسن تعليمه ورفقه بصحابته رضوان الله عليهم، فمنها:


(١) رواه مسلم في كتاب البر / وأحمد في باقي مسند الأنصار / وأبو داود في الأدب.
(٢) رواه البخاري في كتاب الأدب / مسلم في السلام / أحمد في مسند باقي الأنصار / الترمذي في الاستئذان والأدب / ابن ماجه في الأدب.
(٣) فتح الباري (١٠ / ٦٠٢٤) .
(٤) عنوان فصل عقده ابن خلدون في مقدمته. وهو الفصل الثاني والثلاثون من الباب الخامس. من الكتاب الأول.
(٥) مقدمة ابن خلدون ص٥٤٠.

<<  <   >  >>