للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- عدم التشدق في الكلام وتكلف السجع:

التشدق: هو التوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل المتشدق المتكلف في الكلام فيلوي به شدقيه، والشدق جانب الفم (١) . وتكلف الكلام، والإتيان بغرائبه، والمبالغة في إخراج حروفه، أمر مذموم شرعاً، ومرفوض عقلاً، لأن من كانت هذه صفته لا بد وأن يرى في نفسه التعاظم على الغير وازدراء الآخرين لكونهم أقل منه بلاغة وفصاحة. ولعل حديث جابر رضي الله عنه، وحديث عبد الله بن عمرو يغنيان عن كثير من الكلام في هذا الباب:

١- عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً. وإن أبغضكم إلي، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون» (٢)


(١) عون المعبود (كتاب الأدب / باب ٩٥ باب ما جاء في التشدق في الكلام) .
(٢) قال النووي في رياض الصالحين ص٢٣٣: رواه الترمذي وقال حديث حسن. ثم قال: (الثرثار) : هو كثير الكلام تكلفاً. (والمتشدق) : المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء الفم فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه، (والمتفيهق) أصله من الفهق، وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه، ويغرب به تكبراً وارتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره.

<<  <   >  >>