للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن المحافظة على الاتصال النظري بين المعلم وتلميذه، مفيد جداً للمعلم وللمتعلم. فالمعلم يبقي طلابه تحت سيطرته من خلال متابعته لهم بنظره، ومن ثم يلاحظ الغافل فينبهه، والناعس فيوقظه، والمتلاعب فيزجره.. إلخ. ولذا كان حري بالمعلم أن يوزع نظره على عموم طلابه حتى يعتقد كل طالب أنه المعني بالكلام، ولا يغفل عن طلابه أثناء الشرح، فإن بعض المعلمين يصوب بصره على جهة معينة أثناء تدريسه، وهذا خطأ يؤدي إلى فقدانه السيطرة على طلابه، ومن ثم يعطي الطالب الفرصة بالتشاغل عن الاستماع والإنصات للدرس. ويستحب أن يكون مكان المعلم مرتفعاً ولو قليلاً عن طلابه لتحصل المتابعة الجيدة من قبله، ولكي يتسنى لكل طالب متابعة معلمه دون عناء أو مضايقة ممن حوله. وأما المتعلم فمن خلال رؤيته المستمرة وإدامته لنظره لمعلمه، يحصل له فهم أقوى لما يطرح ويقال في الدرس، لأن اشتراك حاستين وهما السمع والبصر أقوى في التلقي من الاقتصار على واحدة. ولنا أن نلمس السبب من جعل المنبر عالياً. ولقد كان منبرة صلى الله عليه وسلم بارتفاع ثلاث درجات وهي كافية جداً في تبادل النظر بين الخطيب والمصلين.. يوضح ذلك:

<<  <   >  >>