للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقوال السلف (١)

ما ذكرته من الأدلّة من الكتاب والسنَّة يغني عمَّا سواه، بل إن آية واحدة أو حديثًا واحدًا صحيحًا حجَّة في ذلك.

ولكن لأبين أنَّ قضيّة يسر هذا الدّين وسماحته ووسطيَّته أصبحت منهجًا عمليًّا، استجابة لله ورسوله، فسأذكر بعض ما ورد عن السّلف في هذا الباب، مع الاختصار دون إخلال أو إقلال.

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مبيّنًا منهج الصّحابة في ذلك: "من كان منكم مستنًّا فليستنَّ بمن قد مات، فإنَّ الحيّ لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد، صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمَّة، أبرّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلّها تكلّفًا، اختارهم الله لصحبة نبيه، صلى الله عليه وسلم ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتّبعوهم على أثرهم وسيرتهم، فإنَّهم كانوا على الهدي المستقيم" (٢) .

وقال- أيضًا- إيَّاكم والتّنطّع، إيَّاكم والتّعمّق، وعليكم بالعتيق (٣) .

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه كنّا عند عمر رضي الله عنه فسمعته يقول: "نهينا عن التّكلّف" (٤) .

قال الدكتور / صالح بن حميد: هذه الصّيغة وإن كان لها حكم المرفوع، غير أنَّها تدلّ على البعد عن التّكلّف هو منهج عمر وغيره من الصّحابة (٥) .


(١) - انظر: رفع الحرج (٨٧) وما بعدها.
(٢) - إغاثة اللهفان (١ / ١٥٩) ورفع الحرج ص (٨٧) .
(٣) - انظر: إغاثة اللهفان (١ / ١٥٩) ورفع الحرج ص (٨٨) .
(٤) - انظر إغاثة اللهفان (١ / ١٥٩) ورفع الحرج ص (٨٨) .
(٥) - انظر: رفع الحرج ص (٨٨) .

<<  <   >  >>