للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجهاد في سبيل الله

الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام (١) وهو ماضٍ إلى أن تقوم السّاعة (٢) .

ولا عزّة للأمة ولا فخر ولا سؤدد إلا بإقامة هذا الركن العظيم.

وما تركت أمة الجهاد في سبيل الله إلا ذلّت وضعفت، وهانت على الله ومن ثمّ على خلقه.

ولقد انقسم الناس - قديمًا وحديثًا - في موضوع الجهاد في سبيل الله إلى ثلاث طوائف:

١- فطائفة يغلب عليها الحماس، والاندفاع، والإقدام، ومن حرصها على ذلك أفرطت في موضوع الجهاد، ولذلك وقعت في مزالق كبيرة، وكان لهذا الأمر من السّلبيات ما لا يخفى.

٢- وطائفة في مقابل هذه الطّائفة، فرّطت في الجهاد في سبيل الله، وتسعى دائمًا لإضاعة وإماتة هذا الرّكن العظيم، وإذا دعا داعي الجهاد، انتفضت خوفًا وفرقًا وذعُرًا، وذهبت تلتمس الأعذار للتخلّف والقعود.

٣- أمّا الطائفة الثالثة فهي التي توسّطت بين الطّائفتين، فأحّبت الجهاد، ورغبت فيه، وسعت إليه، ولكن ذلك لم يدفعهم لأن يستعجلوا الشيء قبل أوانه، ولذلك التزموا بالضّوابط الشّرعية في الإعداد للجهاد، وإعلانه، والاستمرار فيه.


(١) - ورد ذلك في حديث أخرجه الترمذي (٥ / ١٣) رقم (٢٦١٦) ، وابن ماجه (٢ / ١٣١٤) رقم (٣٩٧٣) ، قال الترمذي: حسن صحيح.
(٢) - ترجم البخاري في الصحيح باب «الجهاد ماضٍ مع البر والفاجر» . وذكر قوله، صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . وقد روى أبو داود (٣ / ١٨) : عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة من أصل الإيمان» وذكر منها: «والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، ولا يبطله جور جائر ولا عدل عادل» . حديث رقم (٢٥٣٢) وفي إسناده يزيد بن أبي نُشْبَة السُّلمي: مجهول من الخامسة. انظر: التقريب ص (٦٠٥ (.

<<  <   >  >>