للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الطبري في هذه الآية: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ} (الأعراف: من الآية ٣١) من الكساء واللباس، {عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا} (الأعراف: من الآية ٣١) من طيبات ما رزقتكم وحللته لكم، {وَاشْرَبُوا} (الأعراف: من الآية ٣١) من حلال الأشربة، ولا تُحرّموا إلا ما حرّمت عليكم في كتابي، أو على لسان رسولي محمد، صلى الله عليه وسلم.

ثم قال: عن ابن عباس قال: أحلّ الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفًا أو مخيلة.

وروي عن ابن عباس في قوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: من الآية ٣١) .

قال: في الطعام والشراب.

وقال السدي: لا تسرفوا في التحريم.

وقال ابن زيد: لا تأكلوا حرامًا، ذلك الإسراف.

وقوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: من الآية ٣١) يقول: إن الله لا يحب المتعدين حدّه، في حلال أو حرام، الغالين فيما أحلّ الله أو حرّم بإحلال الحرام، وبتحريم الحلال، ولكنه يجب أن يُحلّل ما أحلّ ويحرّم ما حرّم، وذلك العدل الذي أمر به (١) .


(١) - انظر: تفسير الطبري (٨ / ١٦٢) .

<<  <   >  >>