للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وردت بعض الأحاديث التي تنهى عن الغلوّ، وذِكْرُ بعضها يساعد على فَهم معناه وحدّه:

١- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم غداة جمع: «هلمّ القط لي الحصى» ، فلقطت له حصيات من حصى الحذف، فلمَّا وضعهَّن في يده قال: «نعم بأمثال هؤلاء وإيّاكم والغلوّ في الدّين فإنَّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين» (١) .

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: وهذا عامٌّ في جميع أنواع الغلوّ في الاعتقادات والأعمال، وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار، وهو داخل فيه، مثل الرّمي بالحجارة الكبار بناء على أنَّها أبلغ من الصّغار، ثم علَّله بما يقتضي مجانية هديهم، أي هدي من كان قبلنا إبعادًا عن الوقوع فيما هلكوا به، وأنَّ المشارك لهم في بعض هديهم يُخاف عليه من الهلاك (٢) .

٢- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطّعون» قالها ثلاثًا (٣) .

قال النَّوويُ: هلك المتنطّعون: أي المتعمِّقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم (٤) .


(١) - أخرجه النسائي (٥ / ٢٦٨) رقم (٣٠٥٧) . وابن ماجه (٢ / ١٠٠٨) رقم (٣٠٢٩) وأحمد (١ / ٢١٥، ٣٤٧) ، وصححه الحاكم (١ / ٤٦٦) ، ووافقه الذهبي، وصححه - أيضًا- الألباني كما في السلسلة الصحيحة رقم (١٢٨٣) ، وصحيح الجامع رقم (٢٦٨٠) .
(٢) - انظر: تيسير العزيز الحميد ص (٢٧٥) والغلو في الدين لعبد الرحمن بن معلا اللويحق ص (٦٨) .
(٣) - أخرجه مسلم (٤ / ٢٠٥٥) رقم (٢٦٧٠) . وأبو داود (٤ / ٢٠١) رقم (٤٦٠٨) . وأحمد (١ / ٣٨٦) .
(٤) - شرح مسلم للنووي (١٦ / ٢٢٠) .

<<  <   >  >>