للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التيار الأول: دعاة التقريب بين الأديان: كروجيه جارودي (١) وأحمد كفتارو (٢) وغيرهما. ويستند هؤلاء في الغالب على عقائد الباطنية وكلام ابن عربي وغيره من ملاحدة الصوفية الذين ينادون بصحة كل الأديان. يقول جارودي: ((إنني عندما أعلنت إسلامي لم أكن أعتقد بأني أتخلى عن مسيحيتي ولا عن ماركسيتي ولا أهتم بأن يبدو هذا متناقضا أو مبتدعا)) . ويقول: ((هذا النضال هو نضال كل أصحاب العقيدة أو المؤمنين بعقيدة مهما يكن نوع إيمانهم ولا يهمني ما يقوله الإنسان عن عقيدته: أنا مسلم أو: أنا مسيحي أو: أنا يهودي أو: أنا هندوسي)) . (٣)

ولما انتشرت بعض آراءه الكفرية الإلحادية قيل: ((إنه ارتد عن الإسلام)) ! قال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى: ((لا يحكم عليه بأنه مرتد عن دين الإسلام كما توهمه بعضهم وإنما هو كافر أصلي لم يدخل في الإسلام)) . (٤) ولهذا قال العلاَّمة بكر أبوزيد فيه: (النصراني المتلصص إلى الإسلام) . (٥)


(١) هو روجيه جان شارل جارودي، ولد عام ١٩١٣ م، في مرسيليا، واعتنق البروتستانتية، ثم انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، وتحصل على عدة شهادات في الفلسفة، له مؤلفات كثيرة، أشيع نبأ إسلامه عام ١٤٠٢، وهو من أكبر دعاة التقريب بين الأديان اليوم. انظر سيرته الذاتية مفصلة في: دعوة التقريب بين الأديان، للقاضي (٢ / ٨٤١-٨٥٧) .
(٢) هو الشيخ أحمد بن الشيخ محمد أمين ابن الشيخ موسى الشهير بـ «كفتارو» ، ولد سنة ١٩١٥ بدمشق، صوفي، نقشبندي، أصله من الأكراد، يعمل مفتيا لسوريا، من دعاة التقريب بين الأديان. انظر: دعوة التقريب بين الأديان (٣ / ١٠٣٦-١٠٦٩) .
(٣) دعوة التقريب بين الأديان (٢ / ٩٣٥-٩٣٧) ، والحوار مع أهل الكتاب، للقاسم (ص ١٢٨-١٣٢) .
(٤) انظر: مجلة الدعوة: عدد ١٥٨٣، عام ١٤١٦، الخميس ١ ذي الحجة، (ص ١٤ - ١٥) .
(٥) انظر: الإبطال لنظرية الخلط بين الإسلام وغيره من الأديان، لبكر أبو زيد (٣٢) .

<<  <   >  >>