للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: شروط المحاور الكتابي:

ليس هناك شروطا خاصة بالمحاور الكتابي في الشريعة سوى عدم الظلم (١) والدليل قول الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [سورة العنكبوت ٢٩ / ٤٦] . فإنْ كان منهم فيخرج الجدال معه عن مسمى ((الجدال بالتي هي أحسن)) ؛ وينتقل الخطاب معه إلى مجادلة بغير التي هي أحسن. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فالظالم لم يؤمر بجداله بالتي هي أحسن فمن كان ظالما مستحقا للقتال غير طالب للعلم والدين فهو من هؤلاء الظالمين الذين لا يجادلون بالتي هي أحسن بخلاف من طلب العلم والدين ولم يظهر منه ظلم سواء كان قصده الاسترشاد أو كان يظن أنه على حق يقصد نصر ما يظن أنه حقا ومن كان قصده العناد يعلم أنه على باطل ويجادل عليه فهذا لم يؤمر بمجادلته بالتي هي أحسن لكن قد نجادله بطرق أخرى نبين فيها عناده وظلمه وجهله جزاءً له بموجب عمله)) . أهـ. (٢)


(١) الحوار مع أهل الكتاب، للقاسم (ص ١٦٢) .
(٢) الجواب الصحيح (١ / ٢١٩) .

<<  <   >  >>