للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العامل الثامن

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوسع نطاقًا من التواصي بالحق والذي سبق الحديث عنه، فالتواصي بالحق وإن كان لفظه يحتمل العموم وقد يتفق ويتحد مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حيث المنطلق والغاية، إلا أن التواصي يكون في نطاق أهل الإيمان الطائعين.

بينما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يغطي هذا النطاق - نطاق التواصي - ويزيد ويتسع إلى نطاق أهل العصيان من أهل الإيمان، وأهل الفسق، وعامة شرائح المجتمع.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له دور فاعل في بقاء التمكين ودوامه وتحققه كذلك، ويمكن معرفة أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تمكين دعوة الحق بوضوح وجلاء في حالتين بارزتين:-

الحالة الأولى:-

وهي حالة تمكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعرفة قيمته وتأثيره في المجتمع، تقويمًا وردعًا وتوجيهًا وإصلاحًا كما قال - تعالى -: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (١) .


(١) الحج: ٤١

<<  <   >  >>