للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرتبة السابعة: الخلافة.

وهي خلافة النبوة، وهي المرتبة الأعلى في مراتب التمكين لدعوة المرسلين وهي أفضل من الملك وهي الأصل (١) .

قال - سبحانه وتعالى -: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (٢) الآية.

قال الإمام القرطبي عند هذه الآية: "هذه الآية أصل في نصب خليفة وإمام يسمع له ويطاع، لتجتمع به الكلمة، وتنفذ به أحكام الخليفة، ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة.." (٣) .

وكل نبي ملِكٍ فهو خليفة، قال - تعالى -: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} (٤) الآية.

وكذلك الحاكم أو الملك وإن لم يكن نبيًا إذا كان على نهج النبوة وقد اتخذ ولايته دينًا وقربة إلى الله، كان خليفة من خلفاء الله في الأرض، سواء كان خلفًا لنبي مباشرة، أو كان بينه وبين النبي فترة من الزمن - أي مدة - وعندما يسمى الحاكم خليفة وهو على غير نهج خلافة النبوة - أمثال من جاء من الحكام بعد الخلفاء الأربعة - فإنما ذلك من باب التجوز في التسمية والتوسع، وإلا فالحقيقة أنه ليس بخليفة يصدق عليه مصطلح خلافة النبوة المتعارف عليه عند المسلمين وعلمائهم (٥) .


(١) المصدر السابق (٣٥ / ٢٢ - ٢٨) .
(٢) البقرة: ٣٠.
(٣) الجامع لأحكام القرآن (١ / ٢٦٤) .
(٤) ص: ٢٦.
(٥) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (٣٥ / ٢٠) .

<<  <   >  >>