للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث

التواصي بالصبر

لقد أوصى الله - سبحانه وتعالى - بالصبر وأمر به وأوجبه في مواطن عدة، وبين أن جزاءه أعظم الجزاء فقال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (١) ، وامتدح - سبحانه وتعالى - المؤمنين بالصبر وعدَّ ذلك الفعل منهم مانعهم من الخسران، كما قال - تعالى -: {وَالْعَصْرِ} {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٢) ، وقال - تعالى -: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (٣) ، إن التواصي بالصبر أمر ضروري لا يقل عن التواصي بالحق والتذكير به، بل هو شطيره في هذا الشأن.

وجماعة المؤمنين وهي ترجو تمكين الله لها لا بد من تواصي أفرادها بالصبر ومتى قل التواصي بالصبر فيهم أو تبرموا منه أو تذمروا ممن يذكر به ويحض عليه فهم أبعد الناس عن نيل النصر، والقرب من مواطنه.


(١) الزمر: ١٠.
(٢) سورة العصر.
(٣) البلد: ١٧.

<<  <   >  >>