للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المثال الأول:

تشير بعض النصوص إلى إقحام الفلسفة في الإسلام وإلصاقها به، كما يتضح من النصوص التالية:

ففي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم “كان الإيمان هو محور الحياة في المجتمع الإسلامي، وكان أيضاً محور الفلسفة التي تقوم عليها الحياة في ذلك المجتمع”.

والفكر التربوي الموجود في هذين المصدرين: الكتاب والسنة، من مصادر التربية الإسلامية، ليس فكراً تربوياً خالصاً بالمفهوم الحديث، وإنما فكر تربوي ممتزج بفكر سياسي واقتصادي واجتماعي وتاريخي وحضاري، يشكل كله الإطار العام للأيدلوجيات الإسلامية، ومن هنا يستمد هذا الفكر التربوي الذي نراه في الكتاب والسنة قيمته العلمية ١.

والحقيقة أن “أصول المنطق والفلسفة تكمن في التراث اليوناني، وأنها قادت دارسيها من اليونان للضلال ولم ترشدهم إلى الحقيقة حتى دخلت عليهم المسيحية، وحين مزجوا الديانة المسيحية بالفلسفة انقلبت المسيحية إلى خليط من الحق والباطل والخطأ والصواب، فضلوا مرة ثانية، والفلسفة لا تروج إلا في دولة انحرفت عن الإيمان وضلت عن المعرفة الصحيحة، وبين الجماعات الجاهلية كالباطنية والقرامطة وجهلاء المتصوفة والمناطقة”٢.

ومن الأخطاء الناجمة عن تلك النصوص جعل ما هو موجود في الكتاب والسنة (فكراً) ولو كان الكتاب والسنة من الفكر لما كتب لهما الاستمرار طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان دون تحريف أو تشويه، ومن الأخطاء جعل الإسلام (أيدلوجيات) فهذا لا يتفق مع الإسلام البتة؛ لأنها تعني معايير الجماعة التي يحكم


١ حسن عبد العال، التربية الإسلامية في القرن الرابع الهجري، مرجع سابق، ص (٩٦،٩٧) .
٢ فوزية رضا أمين خياط، الأهداف التربوية السلوكية عند شيخ الإسلام ابن تيمية، الطبعة الأولى، مكتبة المنارة، مكة المكرمة، عام ١٩٨٧، ص (٢٩) .

<<  <   >  >>