للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٥ - حسن الخلق:

وحسن الخلق يتمثل في بذل الجميل، وكف القبيح، وأن يكون الإنسان سهل العريكة، ليِّن الجانب، طلْق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة.

وجماع حسن الخلق أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. (١)

وقد جمع الله -عز وجل - ذلك في آية واحدة، وهي قوله -تعالى -:

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف: ١٩٩) .

ولئن كان حسن الخلق جميلًا من كل أحد فهو من المعلم أجمل وأجمل؛ فحري بالمعلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق، وجدير به ألا يغفل ذلك من حسابه.

قال الزيات: ولعمري ما يؤتى المعلم إلا من إغفاله هذه الجهة؛ فالادعاء، والتظاهر، والكبرياء، والتفاخر، والبذاءة، والتنادر، والكذب، والتحيز، والكسل، والتدليس -آفات العلم، وبلايا المعلم.

وما استعبد النفس الشابة الحرة كالخلق الكريم، ولا يَسَّر تعليمها وتقويمها كالقدوة الحسنة، ناهيك بما يتبع ذلك من جمال الأحدوثة، واستفاضة الذكر وهما يزيدان في قدرة المعلم واعتباره، ويغنيان الطلاب الجدد عن اختباره. (٢)


(١) انظر أدب الدنيا والدين ص٢٤٣، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ١٠ / ٦٥٨، ومدارج السالكين لابن القيم ٢ / ٢٩٤، والرياض الناضرة لابن سعدي ص٦٨، وسوء الخلق مظاهره -أسبابه -علاجه للكاتب ص٧٩ -٨٠.
(٢) في أصول الأدب للزيات ص١٢٤ -١٢٥.

<<  <   >  >>