للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمما يجمل بالمعلم أن يتصف به من وجوه السخاء ما يلي:

أ - السخاء بالعلم: وهو من أعلى مراتب السخاء، وهو أفضل من السخاء بالمال؛ لأن العلم أشرف من المال.

والناس في السخاء بالعلم مراتب متفاوتة، وقد اقتضت حكمة الله وتقديره النافذ ألا ينفع به بخيلًا.

ومن السخاء بالعلم أن تستقصي للسائل جوابًا شافيًا؛ فلا يكون جوابك بقدر ما تدفع به الضرورة.

ومن السخاء بالعلم أن لا تقتصر على مسألة السائل، بل تذكر له نظائرها، ومتعلقاتها، ومآخذها بحيث تكفيه وتشفيه.

ومن السخاء بالعلم أن تطرحه لطلابك طرحًا، وألا تبخل عليهم بما تستطيع بذله لهم من العلم؛ فإن العلم يزيد بكثرة إنفاقه وبذله، والبخيل به ألأم من البخيل بالمال.

قال الإلبيري في العلم:

يزيد بكثرة الإنفاق منه ... وينقص إن به كفًّا شددتا

(١)

وقال ابن حزم: الباخل بالعلم ألأم من الباخل بالمال؛ لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده، والباخل بالعلم بخل بما لا يَفْنى على النفقة، ولا يفارقه مع البذل. (٢)


(١) ديوان الإلبيري ص٢٦.
(٢) الأخلاق والسير ص٢٢.

<<  <   >  >>