للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هـ - تأجيل الأعمال عن وقتها الحاضر: إما هروبًا منها، أو تكاسلًا في أدائها، فهذا لا يحسن بالمعلم؛ فالعمل الذي يؤجل قلَّ أن يُعْمل، وإذا عُمِل فقلَّ أن يُعْمل بإتقان كما لو كان في وقته، وإذا عمل في غير وقته ولو بإتقان أثَّر -في الغالب - على أعمال أخرى.

فينبغي للمعلم أن يحزم أمره، وأن يؤدي عمله بكل جد، وأن يغتنم كل فرصة ولو قلَّت؛ ليعمل بها ما تيسر ولو كان قليلًا؛ فذلك مما يبعث نشاطه، ويريحه من تراكم الأعمال.

قال ابن المقفع: إذا تراكمت عليك الأعمال فلا تلتمس الرَّوْح بالروغان منها؛ فإنه لا راحة لك إلا في إصدارها.

وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنك، والضجر هو الذي يراكمها عليك. (١)

وقال ابن حزم: لا تحقر شيئًا من عمل غدٍ أن تحققه بأن تعجله اليوم وإن قلَّ؛ فإن قليل الأعمال يجتمع كثيرها، وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل. (٢)

ولقد أحسن من قال:

احرص على النفع الأهمْـ ... مِ من الدقيقهْ

إن تَنْسَها تنسَ الأهمْـ ... مَ بل الحقيقهْ

(٣)


(١) الأدب الصغير والأدب الكبير ص١٥٢.
(٢) الأخلاق والسير ص٢٧ -٢٨.
(٣) الحديقة لمحب الدين الخطيب ٢ / ١٢٣، وانظر تفصيل الحديث عن الوقت والمحافظة عليه في الهمة العالية للكاتب ص٢٤١ -٢٥٤.

<<  <   >  >>