للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسهال، وتزايد ضعفه إلى أن توفي يومئذٍ قبل أذان العصر، وكان آخر كلامه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم اجعلني من التوَّابين، واجعلني من المتطهرين (١).

وصُلِّي عليه يوم الخميس بالجامع المظفَّري، وقد حضر جِنازتَه قضاةُ البلد وأعيان الناس من العلماء والأمراء والتجار والعامة (٢)، وكان ممن حضر جنازته الإمام الذهبي، وكان يومئذٍ يبكي ويقول: ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه (٣)، وتأسف الناس عليه (٤)، ودفن في سفح قاسيون في مقبرة الرَّوْضة، إلى جانب قبر سيف الدين بن عيسى، حفيد الموفق (٥).

رحمه الله، اجتث يافعًا، ولم يجد له من الحِمام مانعًا (٦).

وقد خلَّف ابنًا من زوجته عائشة (٧)، أصبح فيما بعد من شيوخ الحافظ ابن حجر، هو عمر بن محمد، وقد توفي سنة (٨٠٣ هـ) في كائنة


(١) "البداية والنهاية": ١٤/ ٢١٠.
(٢) المصدر السابق.
(٣) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: ٥٠.
(٤) المصدر السابق.
(٥) "البداية والنهاية": ١٤/ ٢١٠.
(٦) "أعيان العصر" (خ): ورقة ١٢١.
(٧) عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي، صارت مسندة الدنيا في زمانها، وقد تفردت عن جل شيوخها بالسماع والإِجازة في سائر الآفاق، أخذ عنها الأئمة، وممن أكثر عنها الحافظ ابن حجر، وهي آخر من حدث بالبخاري عاليًا بالسماع، توفيت سنة (٨١٦ هـ)، ولها ثلاث وتسعون سنة. "الضوء اللامع": ١٢/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>