للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أقول: فإن فرض أن هناك من لم ترسخ قدمه في العلم قد اتهم شيخا من الشيوخ المعاصرين بالابتداع في الدين نجد أنصار هذا الشيخ يردون عليه ويرفضون هذه النسبة له , وقد يكون هذا الشيخ موصوفا بذلك , فكيف يأتي في زماننا من يُبَدِّعُ ابن عباس ومعمر وقتادة ومجاهد والإمام مالك والشافعي والطبري وابن كثير وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أئمة السلف؟ فهل يعقل ذلك؟ .

رد ما جاء في الأحاديث التي تُثْبِتُ أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة؛ حيث أن الإخبار عن الله بدون التَّقَيُّد بما جاء في القرآن والسنة قد ثبت عن سلف الأمة وعلمائها وأئمتها ولم ينقل عنهم عدم جواز ذلك.

فعلى هذا القول اجتمعت الأمة على ضلالة بهذا الإخبار.

رد ما جاء في كتب أهل التفسير من تأويل القرآن , وكذلك معاني أسماء الله وصفاته وأفعاله؛ حيث إنها تفسر بالكلمات المترادفة , واتهام هؤلاء العلماء بعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم , مع أنني فيما قرأت لم أعثر على كلام للعلماء قديما ولا حديثا فيه التصريح بأن ذلك مخالفة للسنة وابتداع , بل المنقول عنهم أنهم أخبروا عن الله بدون التَّقَيُّد بما جاء في القرآن والسنة.

[ثانيا: أهمية هذا البحث]

فإن سأل سائل ما أهمية هذا البحث؟

نقول وبالله تعالى التوفيق والهدى:

توضيح ماهية الإخبار عن الله وأنواعه وحكم كل نوع.

إقامة الدليل من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على جواز الإخبار عن الله وبدون التَّقَيُّدِ بما جاء في القرآن والسنة.

توجيه الخلاف الثابت عن السلف في المنع من الإخبار كما سيأتي في الفصل الثالث , واثبات أن ذلك متعلق بأنواع أخرى من الإخبار.

الرد على القائلين بأن من أخبر عن الله بدون التَّقَيُّد بما جاء في القرآن والسنة فهو مبتدع ومخالف للسنة.

<<  <   >  >>