للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الربيع "مارس – إبريل– مايو" يبلغ ٦٥ سنتيمترًا نجد أن ما يسقط في أشهر الخريف "سبتمبر – أكتوبر – نوفمبر" يبلغ حوالي ٣٥ سنتيمترًا فقط.

وكما هي الحال في بقية الأقاليم الحارة نلاحظ أن المناخ الاستوائي أوسع انتشارًا في شمال خط الاستواء منه في جنوبه. فهو يشمل على وجه الإجمال نطاقًا يمتد ما بين خطي عرض ٣ جنوبًا و٨ شمالًا، ولكنه يتزحزح نحو الشمال في فصل الصيف بحيث يصل أحيانًا إلى خط عرض ١٨، ونحو الجنوب في فصل الشتاء "الشمالي" بحيث يمتد أحيانًا إلى خط عرض ١٠ جنوبًا.

وإلى جانب أمطار التيارات الصاعدة التي تشتهر بها الأقاليم الاستوائية بصفة عامة تتميز بعض المناطق المرتفعة من هذه الأقاليم بسقوط مقادير كبيرة من أمطار التضاريس التي تكثر بصفة خاصة على المنحدرات المواجهة لهبوب الرياح المحملة ببخار الماء، ففي إفريقية مثلًا تسقط مقادير كبيرة من هذه الأمطار على المنحدرات الغربية لجبال الكاميرون بسبب الرياح الجنوبية الغربية الممطرة التي تهب من ناحية المحيط الأطلسي، وتبلغ كمية المطر التي تسقط سنويًّا على هذه المنحدرات أكثر من عشرة أمتار مقابل ١٥٠ سنتيمترًا فقط على المنحدرات الشرقية لهذه الجبال، وتسقط كذلك كثير من أمطار التضاريس على المنحدرات الشرقية لهضبة إفريقية الشرقية الاستوائية نتيجة لهبوب الرياح التجارية الجنوبية الشرقية التي تأتي من المحيط الهندي.

وتتكرر هذه الظاهرة في أمريكا الجنوبية حيث تسقط مقادير كبيرة من أمطار التضاريس على المنحدرات الشرقية لجبال الإنديز "في إكوادور وكولومبيا" نتيجة لتصادم الرياح التجارية الآتية من الشرق بهذه المنحدرات بينما تكون الهضاب المحصورة بين سلاسل الجبال قليلة الأمطار بصفة عامة وإذا انتقلنا إلى الجزر الإندونسية نلاحظ أن أمطار التضاريس هي التي تسود في معظم هذه الجزر وذلك نتيجة لوقوعها في مهب الرياح الموسمية الشمالية في الشتاء والموسمية الجنوبية في الصيف.

<<  <   >  >>