للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البارد مقصورًا على أشرطة ساحلية ضيقة، ثم يتغير المناخ تغيرًا فجائيًّا بمجرد عبورنا للجبال نحو الداخل حيث تنتقل مباشرة إلى النوع القاري من هذا المناخ، وهذا بخلاف ما نشاهده في معظم غرب أوروبا وشمالها الغربي باستثناء ساحل النرويج حيث نجد أن عدم وجود حواجز جبلية مهمة ممتدة بمحاذاة الساحل قد ساعد على توغل المؤثرات البحرية لمسافات بعيدة في داخل القارة.

وإذا نظرنا إلى الحياة النباتية الطبيعية نجد أنها تتكون في جملتها من غابات نفضية تسقط أوراقها في فصل الشتاء بسبب انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من ٦ْ، وهي تشمل بعض أنواع الأشجار التي تتميز بأخشابها ذات القيمة الاقتصادية العالية الكبيرة، ومن أمثلتها أشجار البلوط، والزان والدردار والأسفندان، ولكن يلاحظ أن هذه الغابات قد أزيلت من معظم المناطق وحلت محلها حشائش غنية تقوم عليها حرفة رعي الماشية، كما تحولت مناطق واسعة منها لحقول تزرع فيها بعض المحاصيل المهمة مثل البطاطس والشوفان، أما القمح فنظرًا لأنه يحتاج دائمًا لفصل جاف يتفق مع موسم الحصاد فإن محصوله يتعرض في هذه المناطق لأضرار بالغة في بعض السنوات بسبب زيادة الأمطار.

وبالإضافة إلى الغابات النفضية تنمو كذلك الغابات الصنوبرية في بعض المناطق التابعة لهذا المناخ وخصوصًا في المناطق ذات التربة الرملية، وهذا النوع من الغابات هو النوع السائد في غرب كندا وشمال غرب الولايات المتحدة وتعتبر هذه المناطق من أغنى مناطق العالم في إنتاج أخشاب البناء.

ويلاحظ أن الغابات تتناقص تدرجيًّا كلما ابتعدنا عن الساحل الغربي في أوروبا حيث تختلط بالحشائش ثم لا تلبث أن تختفي تمامًا في مناطق الإستبس في الداخل، أما في أمريكا الشمالية فإن وجود سلاسل الجبال بمحاذاة الساحل يجعل الانتقال من نطاق الغابات إلى نطاق الحشائش التي تعرف هنا باسم البراري يأتي فجائيًّا تبعًا للتغير الفجائي في الأحوال المناخية.

<<  <   >  >>