للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ساحل غانة:

على الرغم من أن المناخ السائد على هذا الساحل ينتمي في جملته إلى النوع الاستوائي، فإن له طابعًا موسميًّا خاصًّا، حيث إن الساحل يتعرض طول السنة لهبوب الرياح الجنوبية الغربية التي كانت في الأصل تجارية جنوبية شرقية ثم انحرفت بعد عبورها لخط الاستواء، وهي ظاهرة مستمرة طول السنة بسبب اتساع القارة الإفريقية اتساعًا واضحًا إلى الشمال مباشرة من ساحل غانة، فقد ترتب على هذا الاتساع أن أصبح القسم الجنوبي من الصحراء الكبرى والأراضي الواقعة إلى الشمال من ساحل غانة مرتفعة الحرارة، حتى في فصل الشتاء بالنسبة للمحيط الأطلسي، وكانت نتيجة ذلك أن ظل مركز الضغط المنخفض واقعًا طول السنة إلى الشمال من ساحل غانة، ولو أنه يتزحزح شمالًا في يوليو حتى يقع بين خطي عرض ١٠ ْو١٥ ْشمالًا، ثم يعود فيتزحزح جنوبًا في يناير حتى يقع على امتداد الساحل نفسه، وليس من شك في أن هبوب الرياح الجنوبية الغربية على ساحل غانة طول السنة قد زاد من قسوة الأحوال المناخية على هذا الساحل الذي اجتمعت فيه الحرارة الشديدة مع الرطوبة المرتفعة، حتى إنه كان يشتهر لهذا السبب باسم "مقبرة الرجل الأبيض" ولا يكاد الأثر الملطف الذي تأتي به الرياح التجارية الشمالية الشرقية الجافة يصل إلى الساحل إلا في فترات قليلة عندما تهب رياح الهارمتان المعروفة، وينطبق هذا عمومًا على كل النطاق الواقع إلى الجنوب من خط عرض مدينة فري تاون في سيراليون، أما إلى الشمال من هذا الخط فإن أثر الرياح التجارية الشمالية الشرقية في تلطيف المناخ يكون واضحًا نسبيًّا.

وتسقط الأمطار على ساحل غانة طول السنة بسبب التيارات الصاعدة من ناحية وهبوب الرياح الجنوبية الغربية من ناحية أخرى، إلا أن كمية المطر تختلف من مكان إلى آخر على طول الساحل على حسب الظروف المحلية فبينما يصل المعدل السنوي في فري تاوي إلى ٤٣٨ سنتيمترًا، وفي كوناكري إلى ١٧٥ سنتيمترًا، بسبب وجود مرتفعات فوتا جالون قرب الساحل، كما يصل إلى ٩٠٠ سنتيمتر على المنحدارت الغربية لجبال الكاميرون التي يصل ارتفاعها

<<  <   >  >>