للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مركزها. كما أن طبيعة هذا الهواء تختلف من فصل إلى آخر، فالهواء الذي يصل في فصل الشتاء يكون عادة شديد البرودة، فيؤدي إلى حدوث موجات باردة غير عادية، وقد تنخفض درجة الحرارة عند وصوله إلى ما دون درجة التجمد حتى في الأجزاء الوسطى والشمالية من شبه الجزيرة العربية، وفي جنوب العراق وشمالي الخليج العربي، وقد تصحبه في بعض الأحيان عواصف ثلجية مدمرة في البلاد الشمالية من المشرق العربي وخصوصًا في سوريا ولبنان، أما في البلاد الواقعة إلى الجنوب من البحر المتوسط فإن موجات البرد التي يجلبها هذا الهواء تكون أقل قسوة منها في البلاد الواقعة إلى الشرق منه؛ لأن مروره على مياه البحر المتوسط الدافئة نسبيًّا يساعد على تخفيف حدة برودته، وعلى زيادة نسبة الرطوبة في قطاعاته السفلى بدرجة تجعله شبيهًا بالهواء القطبي البحري، ولهذا فإنه يؤدي إلى تكوين الضباب والسحب المنخفضة، وقد يؤدي إلى سقوط الأمطار.

وتتوقف المدة التي يستمر فيها غزو الهواء القطبي لأي مكان على مدة بقاء المنخفض الجوي الذي أدى إلى وصوله متمركزًا في مكانه، فعلى الرغم من أن معظم المنخفضات الجوية تواصل تحركها من الغرب إلى الشرق فإن بعضها قد يتوقف في مكان واحد لبضعة أيام، وتعتبر جزيرة قبرص من أشهر المراكز التي تتوقف عندها المنخفضات الجوية في بعض الأحيان لبضعة أيام، فيؤدي هذا إلى استمرار الاضطرابات الجوية المرتبطة بها طول مدة توقفها، وتختلف هذه الاضطرابات من مكان إلى آخر على حسب موقع كل مكان منها بالنسبة لمركز المنخفض الجوي، وقد يؤدي تمركز أحد المخفضات النشطة على هذه الجزيرة لعدة أيام إلى اندفاع الهواء القطبي في مؤخرتها نحو الجنوب حتى أواسط السودان وأواسط شبه الجزيرة العربية حيث يحمل إليها موجات من البرد الشديد.

والهواء القطبي القاري هو أحد العوامل المهمة التي تؤدي إلى حدوث الزوابع الترابية والرملية في أشهر الربيع وأوائل الصيف في المناطق الصحراوية

<<  <   >  >>