للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موقعه الاستوائي أو شبه الاستوائي ومن طول سواحله المشرفة على المحيط الهندي وخليج عدن، فمن النادر أن تزيد الأمطار في أي جزء من أجزائه عن ٤٥ سم بل إنها تنقص في نطاقات شاسعة منه عن ٢٠ سم، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها:

١- وقوعه في منطقة ظل المطر بالنسبة للهضبة الاستوائية وهضبة الحبشة الواقعتين إلى الغرب منه.

٢- جفاف الرياح الموسمية الشتوية التي تهب عليه من ناحية آسيا، فحتى بعد مرور بعض هذه الرياح على البحر العربي فإنها تهب على القرن الإفريقي بحذاء الساحل تقريبًا، كما أن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تهب في فصل الصيف، تكون هي الأخرى موازية للساحل.

٣- قلة سمك الهواء المداري البحري الذي يصل إلى المنطقة من المحيط الهندي بدرجة لا تسمح لحركة التصعيد التي تحدث فيه بتكوين سحب من النوع الكثيف الذي يكفي لسقوط أمطار غزيرة.

٤- تعرض الإقليم لتيارات هوائية علوية ساخنة من الهضاب الداخلية؛ إذ إن وجود هذه التيارات في أعلى الجو لا يساعد على تكثف بخار الماء الذي تحمله التيارات الهوائية الصاعدة.

وباستثناء السواحل المطلة على خليج عدن والتي تسقط معظم أمطارها القليلة في الشتاء، فإن موسم الأمطار في معظم الصومال هو نصف السنة الصيفي.

وينطبق هذا بصفة خاصة على الأجزاء الوسطى من البلاد، فإذا ما اتجهنا جنوبًا نجد أن هذا الموسم يزداد طولًا، كما تتزايد الأمطار كلما اقتربنا من خط الاستواء حيث يمتد موسم المطر ليشغل السنة كلها، ولكن الكميات التي تسقط تكون أقل بكثير من المعدلات المألوفة في المناخ الاستوائي العادي، حيث لا يزيد المعدل السنوي غالبًا على ٤٥ سم فقط. أما السواحل المطلة على خليج عدن فإن أمطارها القليلة يمكن أن تأتي في أي شهر من شهور السنة إلا أن أشهر الشتاء هي أكثر الأشهر تعرضًا لها، وسببها هو نفس سبب أمطار عدن وجيبوتي وإريتريا وشمال شرقي السودان، وهو وصول تأثير بعض المنخفضات الجوية التي تنحرف من ناحية البحر المتوسط وتتقدم جنوبًا عل طول البحر الأحمر.

<<  <   >  >>