للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترسيب الأملاح عليها، أو على تجفيف سطحها وتفتيته مما يساعد الرياح على إزالة ما يغطيه من أتربة ورمال ناعمة.

وتعتبر درجة حرارة التربة من العناصر التي يمكن قياسها بواسطة ترمومترات خاصة، والمعتاد هو أن تكون درجة حرارة التربة السطحية مرتبطة بدرجة حرارة الهواء الملاصق لها، وأن هذا الارتباط يتناقص كلما تعمقنا فيها، ولهذا فكثيرًا ما يكون هناك فرق كبير بين درجة حرارة التربة السطحية ودرجة حرارة التربة السفلية. ففي الأقاليم الصحراوية الحارة مثلًا قد ترتفع درجة حرارة سطح الرمال أحيانًا في وسط النهار في فصل الصيف إلى ٧٠ْ مئوية أو أكثر ولكنها تتناقص تدريجيًّا كلما تعمقنا بعيدًا عن السطح حتى إن المياه الجوفية التي قد توجد على عمق بضعة أمتار تكون باردة، أما في فصل الشتاء فقد يحدث العكس فتكون درجة حرارة السطح أقل من درجة حرارة التربة السفلية التي تظل محتفظة بحرارتها، ومعنى هذا بعبارة أخرى أن درجة حرارة التربة السفلية لا يطرأ عليها تغير كبير من وقت إلى آخر بينما تتغير درجة حرارة التربة السطحية كلما تغيرت درجة حرارة الجو، ومن الظاهرات المعروفة أن التربة السفلية في كثير من المناطق الباردة والقطبية متجمدة باستمرار منذ العصور الجليدية أو قبلها وتعرف هذه الظاهرة باسم perma frost أي ظاهرة التجمد الدائم للتربة, ويمتد هذا التجمد لعمق كبير قد يصل إلى ٤٠٠ متر أو أكثر، ومع هذا فإن التربة السطحية في نفس هذه المناطق تنصهر خلال فصل الصيف وتنمو بها الحشائش القطبية بل ويمكن استخدامها للزراعة، إلا أن مثل هذه التربة تكون رديئة الصرف؛ لأن المياه التي تتجمع على سطحها لا تستطيع التسرب إلى طبقاتها السفلى المتجمدة، وتعتبر الأمطار كذلك من أهم العناصر المناخية التي لها دخل مباشر وغير مباشر في تكوين التربة، وهي كغيرها من العناصر لا تقوم بعملها منفردة بل إنها جميعًا تعمل متضافرة، فالأمطار الكثيرة التي تسقط طول السنة أو في معظم الأشهر على المناطق السهلية تؤدي إلى تبلل التربة باستمرار، بل وإلى تراكم المياه فوقها مما يؤدي إلى

<<  <   >  >>