للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وآسيا وأمريكا الشمالية، والواقع أن كلمة بودزول هي التسمية الروسية لهذه التربة الرمادية، وبالإضافة إلى تربة البودزول المثالية توجد تربات تنتمي إلى نفس النوع ولكنها لم تصل في تطورها إلى درجة النوع المثالي، ويطلق عليها عمومًا اسم التربات شبه البودزولية، ومن أمثلتها التربات الرمادية البنية "Gray brown Solis" التي تغطي في الولايات المتحدة نطاقًا واسعًا يمتد إلى الشمال من الأراضي الحمراء والصفراء الموجودة في نطاق القطن في الجنوب حتى نطاق من البودزول في القسم الأعلى من إقليم البحيرات في الشمال، والتربة الرمادية البنية التي تغطي كذلك مناطق واسعة في شمال غرب أوروبا.

ثالثًا- تربات الأقاليم الجافة وشبه الجافة:

تمتد هذه الأقاليم في نطاقات عظيمة الاتساع في العروض المدارية والمعتدلة، وهي تشمل كل مناطق الحشائش والصحاري, وأهم مميزاتها المناخية هي قلة الأمطار، ولذلك فإن عمليات التصفية "Leaching" فيها تكون ضعيفة جدًّا أو معدومة، مما يجعلها دائمًا غنية بالأملاح، كما أنها تكون كذلك غنية بالجير الذي تساعد الظروف المناخية على تجميعه خصوصًا في القطاعات السفلى من التربة، وهذا هو السبب في أنها كثيرًا ما توضع ضمن مجموعة التربات المعروفة باسم بيدوكالز "Pedocals" أي التربات الجيرية تمييزًا لها عن تربات البيدالفر في الأقاليم الرطبة كما سبق أن ذكرنا.

ويميل لون هذه التربات غالبًا إلى السواد بسبب كثرة ما بها من مواد عضوية متحللة أو دبال، ومن أمثلتها التربة السوداء التي تغطي نطاقًا عظيم الاتساع في أواسط أمريكا الشمالية، ونطاقًا عظيمًا كذلك في جنوب روسيا، وهي تربة عميقة وعظيمة الخصوبة ولذلك فقد أصبحت مناطقها هي أعظم مناطق الإنتاج الزراعي في العالم، وخصوصًا في إنتاج القمح، وهي تشتهر في أمريكا باسم الأرض السوداء، وفي روسيا باسم تشرنوزم "Chernozem" وحيثما تقل الأمطار نسبيًّا فإن لون هذه التربة يتحول إلى اللون البني الداكن أو البني، كما هي الحال في مناطق الرعي الواقعة إلى الغرب مباشرة من نطاق القمح

<<  <   >  >>