للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم جاء بها عليًّا، فكتب له علمًا كثيرًا١. وما رُوي أيضًا عن أبي الشعثاء سليم بن أسود قال: كنت أنا وعبد الله بن مرداس، فرأينا صحيفة، فيها قصص وقرآن، مع رجل من النخع، قال: فواعدنا المسجد، قال، فقال عبد الله بن مرداس: أشتري صحفًا بدرهم٢ "يريد أن ينسخها فيها". وعن إبراهيم أن علقمة اشترى ورقًا فأعطى أصحابه فكتبوه له٣. وعن وكيع عن محل قال، قلت لإبراهيم: لا بد للناس من المصاحف. فقال: اشتر المداد والورق واستعن "يعني من يكتب له"٤.

وكان مطر بن دهمان مولى علي بن أبي طالب يُدعى مطرًا الوراق٥؛ ويروي أبو عبيدة أن المهلب قال لبنيه في وصيته: يا بني لا تقوموا في الأسواق إلا على زراد أو وراق٦

ومما يؤيد ما ذكرناه من انتشار الصحف وبيعها في الأسواق وسهولة الحصول عليها وجود طبقة من النساخ كان بعضهم يحترف النساخة ويؤجر عليها. وممن كان ينسخ في الصحف: عمرو بن نافع مولى عمر بن الخطاب٧، ومالك بن دينار الذي قال٨: دخل عليَّ جابر بن زيد، وأنا أكتب مصحفًا، فقلت: كيف ترى صنعتي هذه يا أبا الشعثاء؟ فقال: نعم الصنعة صنعتك، ما أحسن هذا تنقل كتاب الله من ورقة إلى ورقة، وآية إلى آية، وكلمة إلى كلمة، هذا الحلال لا بأس به. وكان سلمة بن دينار الأعرج أيضًا من


١ ابن سعد ٦: ١١٦، وتقييد العلم: ٩٠.
٢ تقييد العلم: ٥٥.
٣ مصاحف السجستاني: ١٣٣.
٤ مصاحف السجستاني: ١٦٩ و١٧٢، وانظر: ٩٠ "هامش: ٤" من هذا الكتاب.
٥ المصدر السابق: ١٧٧.
٦ الحيوان ١: ٥٢.
٧ مصاحف السجستاني: ٨٦.
٨ المصدر السابق: ١٣١.

<<  <   >  >>