للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعشى ويروي شعره، وكان عالمًا بالإبل، وله يقول الأعشى في ذكر الناقة:

لم تعطف على حوارٍ ولم يقـ ... ـطع عبيد عروقها من خمال١"

وقد روى عبيد هذا عن الأعشى نفسه خبر قدومه على النعمان وإنشاده بين يديه بعض شعره٢. وروى أيضًا أنه سأله٣: ماذا أردت بقولك:

ومدامة مما تعتق بابل ... كدم الذبيح سلبتها جريالها

فقال الأعشى: شربتها حمراء، وبلتها بيضاء [فسلبتها لونها] ٤.

وقد ذكر أبو الفرج اسمًا ثانيًا لراوية الأعشى وهو: يحيى بن متى، وقال عنه إنه٥ كان نصرانيًّا عباديًّا وكان معمرًا. قال: كان الأعشى قدريًّا وكان لبيد مثبتًا. قال لبيد:

من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل

وقال الأعشى:

استأثر الله بالوفاء وبالـ ... عدل وولى الملامة الرجلا

وحين سئل من أين أخذ الأعشى مذهبه، أجاب: "من قبل العباديين نصارى الحيرة، كان يأتيهم يشتري منهم الخمر فلقنوه ذلك".

أما الجواليقي في المعرب فقد ذكر اسمًا ثالثًا لراوية الأعشى هو٦: يونس بن متى. ثم يورد الخبر الذي أوردناه آنفًا والذي سأل فيه هذا الراوية الأعشى عن معنى قوله: "سلبتها جريالها".


١ الشعر والشعراء ١: ٢١٦. الحوار: ولد الناقة. والخمال: داء يصيب القوائم.
٢ المصدر السابق ١: ٢١٥.
٣ المصدر السابق ١: ٢١٥-٢١٦.
٤ الزيادة بين المعكفين من الجواليقي، المعرب "ط. ليبسك" ص٤٦.
٥ الأغاني ٩: ١١٢، وقد ذكره أبو الفرج في موطن آخر "الآغاني، ساسي ٢١: ١٢٦" باسم: عبيد.
٦ المعرب ص٤٦، وانظر أيضًا البغدادي، الخزانة "سلفية" ٤: ١٩٧.

<<  <   >  >>