للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: الإسناد في الرواية الأدبية]

[بين الحديث والأدب]

-١-

لا يملك الباحث، حين يتعرض للحديث عن الإسناد في الرواية الأدبية، إلا أن يشير إلى الإسناد في رواية الحديث النبوي. وقد أشار أكثر الباحثين من المحدثين الذين أرخوا الأدب العربي إلى العلاقة في الإسناد وطريقة الحمل بين الروايتين١. وقد ذهبوا إلى أن رواة الأدب قد تأثروا رواة الحديث في طريقة الإسناد، ونسجوا على منوالهم. ولا نحب هنا أن نعيد أقوالهم ولا أن نشقق القول في هذا الأمر بعينه، ولكننا مع ذلك نكاد نذهب مذهبًا يخالف ما ذهبوا إليه، فنحن نرى، فيما يبدو لنا، أن الرواية الأدبية أصل قائم بذاته، وقد وجدت عند العرب منذ الجاهلية، فكان علماء النسب الجاهليون ومن أدرك منهم الإسلام يأخذون علمهم بالنسب عن شيوخ هذا العلم ممن تقدمهم أو عاصرهم، وكذلك كان رواة الشعر والأخبار الجاهلية.

وقد مرت بنا بعض الأمثلة على النسابين ورواة الأخبار والأشعار، وستمر بعد صفحات أمثلة أخرى، وربما كان أوضح ما يمثل تلقي الشعر وأخذه ما يروى من أن عمر بن الخطاب تمثل بشعر ثم قال لفرات بن زيد الليثي٢:


١ انظر مثلًا: مصطفى صادق الرافعي، تاريخ آداب العرب١: ٢٩٥-٢٩٨.
٢ الإصابة ٥: ٢١٦.

<<  <   >  >>