للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام]

السعادة والمهابة والطمأنينة شعور ينتابك حين تلقاه، أحبته القلوب قبل أن تراه العيون، عاش مجاهداً باحثاً عن الحقيقة، فنشأ والعلم بين جوانحه، غادر مراتع الصبا يحدوه الأمل والطموح فبلغ غايته، صدحت به بطحاء مكة لما نزل عليها وبكت عليه حين غادرها، فهاهو يركب مع قوافل المغادرين من هذه الحياة تاركاً ورائه علم ينتفع به، ونحن نركب لنرى سيرة هذا العالم المجاهد الذي لم تجف دموع المؤمنين عليه فمن الرحِم إلى القبر كانت هذه الخطوات.

نسبه:

هو أبو عبد الرحمن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام.

فآل بسام من سكان عنيزة.

مولده:

ولد في بلدة أسرته مدينة عنيزة في القصيم عام ١٣٤٦هـ.

أسرته:

اشتهرت أسرة الشيخ في الثقافة والإطلاع على العلوم الشرعية والعلوم العربية، والأمور الاجتماعية والسياسية بسبب أسفارهم في الخارج، واحتكاكهم بمثقفي تلك البلدان، واطلاعهم على أحوال الأمم والبلدان، فصار لهم إطلاع واسع.

حياته العلمية:

دخل في صباه المبكر كُتَّاب الشيخ: عبد الله بن محمد القرعاوي حينما فتح له كُتَّاباً لتعليم القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية، فكان (الشيخ) مع الأطفال الذين خصص لهم حفظ القرآن فقط، فلما سافر شيخه عبد الله القرعاوي عن عنيزة إلى جنوب المملكة العربية السعودية صار الشيخ يدرس مع شقيقه صالح بن عبد الرحمن البسام على والدهما -رحمه الله-، فشرعا يتلقيان عليه دراسة القرآن الكريم، وكذلك يدرسان عليه في التفسير والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، والفقه والنحو.

فكان يقرءآن عليه في تفسير ابن كثير وفي البداية والنهاية وفي الفقه في كتاب (أخصر المختصرات) للبلباني وفي النحو بالآجرومية.

ففي أثناء قراءة القرآن على والده كان يعلمه التفسير.

وكان والده يحثه على مواصلة الدراسة والحصول على العلم، ويبين له فضل العلم وفضل أهله، وكان يكرر عليه قوله: (تأتيني عالماً أفضل علي من كنوز الأرض) فترغيبه وحثه له هو الحافز الذي دفعه إلى التعلم.

ثم إن الشيخ انخرط في سلك الطلاب الملازمين عند الشيخ العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي –رحمه الله-، فصار يحضر دروسه ولا يفوته منها شيء.

فكان من زملائه الكبار:

١) الشيخ سليمان بن إبراهيم البسام.

٢) الشيخ حمد بن محمد البسام.

٣) الشيخ محمد بن سليمان البسام.

٤) الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع.

٥) الشيخ محمد بن منصور الزامل.

٦) الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.

٧) الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشي.

٨) الشيخ علي بن حمد الصالحي.

٩) الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان، وغيرهم.

أما زملاؤه على شيخه الذين هم في سنه، فمنهم:

١) الشيخ محمد الصالح العثيمين.

٢) الشيخ علي المحمد الزامل.

٣) الشيخ حمد المحمد المرزوقي.

٤) الشيخ عبد العزيز المساعد.

٥) الشيخ عبد الله العلي النعيم.

٦) الشيخ عبد العزيز العلي النعيم.

٧) الشيخ سليمان العبد الرحمن الدامغ.

٨) الشيخ عبد الله الصالح الفالح.

وقد جد واجتهد في القراءة على شيخه وعلى زملائه الكبار الذين مر ذكرهم، وحرص على الاستفادة منهم كثيراً، فلم يضع من وقته شيئاً، وهكذا قرأ على شيخه وراجع مع زملائه العلوم الآتية:

١- التفسير، وأكثر ما يقرؤون تفسير الجلالين وتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي الذي يلقيه على الناس من حفظه.

٢- الحديث، قرأ فيه البخاري والمنتقى وبلوغ المرام.

٣- التوحيد، وقرأ فيه كتاب التوحيد والواسطية وشرح الطحاوية وبعض مؤلفات شيخه.

٤- أصول الفقه، قرأ في الورقات ومختصر التحرير.

٥- الفقه، وقرأ في متن الزاد وشرحه الروض المربع مرات، والمنتهى وحده، والمنتهى مع شرحه، وبعض مؤلفات شيخه الفقهية.

٦- النحو والصرف، قرأ في القطر وشرحه للمؤلف، وألفية ابن مالك عدة مرات، ويراجع شروحهما وحواشيهما.

محفوظاته:

في أثناء قراءته حفظ من أصول العلم ما يلي:

١) القرآن الكريم، فقد حفظه عند والده.

٢) بلوغ المرام.

٣) مختصر المقنع (متن الزاد) .

٤) بعض مؤلفات في التوحيد والفقه.

٥) متن الورقات في أصول الفقه.

٦) القطر في النحو.

٧) ألفية ابن مالك في النحو والصرف.

والمحفوظات الأخيرة فيما بعد القرآن الكريم حفظها أثناء قراءته على شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي.

ومكث في هذه القراءة ثمان سنوات في ملازمة شيخه عبد الرحمن السعدي، وكان يجلس عدة ساعات في الليل للمراجعة والبحث، فأدرك في هذه الفترة إدراكاً أعجب شيخه وزملاءه.

أعماله أثناء دراسته على شيخه عبد الرحمن السعدي:

كان أصحاب الأحياء في عنيزة يطلبونه من شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي ليؤمهم في مساجدهم في صلاة التراويح والتهجد (القيام) في شهر رمضان، وقراءة الوعظ في ليالي العشر الأخير.

بعد أن أدرك الشيخ –رحمه الله- في بلدة عنيزة من العلوم الشرعية والعلوم العربية والعلوم التاريخية، وصار تنميتها يمكن أن يكون من المطالعة والمراجعة، كانت حين ذاك قد فتحت دار التوحيد بالطائف، وصار فيها من العلوم ما لم يقرأه عند مشايخه في بلده، فحج عام (١٣٦٥) هـ، واجتمع مع رئيس الدار، وهو الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع في منزله بمكة المكرمة، وباحثه فأعجب الشيخ به وبمحفوظاته، فأشار عليه بالالتحاق بالدار.

ووجد فيها كبار العلماء من الأزهر وغيرهم من أمثال: الشيخ: عبد الرزاق عفيفي، والشيخ: محمد حسين الذهبي، والشيخ: عبد الله الصالح الخليفي وغيرهم من العلماء.

مناصبه وأعماله:

لما تخرج من الدراسة الجامعية عام ١٣٧٤هـ عمل ما يلي:

١- القضاء: فكان قضاؤه في القضايا الجزئية المستعجلة في مكة.

٢- ثانياً: عين مدرساً رسمياً في المسجد الحرام فكان يلقي دروساً عامة وخاصة.

٣- عضواً في رابطة العالم الإسلامي، وعضواً في موسم الحج.

٤- قام بالإمامة في المسجد الحرام لمدة ثلاثة أشهر، وطلب منه البقاء في الإمامة رسمياً ولكنه لم يرغب ذلك لانشغاله بأعماله الأخرى.

٥- رئيساً للمحكمة الكبرى بالطائف.

٦- قاضي في محكمة تمييز الأحكام الشرعية للمنطقة الغربية التي مقرها مكة المكرمة عام١٣٩١ هـ.

٧- رئيساً لمحكمة التمييز بمكة المكرمة ١٤٠٠هـ، وقام بها حتى تمت مدة عمله النظامي، ثم مدد له سنة، ثم تقاعد عام ١٤١٧هـ.

٨- عضواً في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والتابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

٩- مثل المملكة العربية السعودية في كثير من المؤتمرات الخارجية.

مؤلفاته:

١- مجموعة محاضرات وبحوث ألقاها في مواسم رابطة العالم الإسلامي، وبعضها نشر في الصحف، ستجمع لتكون في كتاب إن شاء الله.

٢- رسالة في مضار ومفاسد تقنين الشريعة. (طـ)

٣- شرح على كشف الشبهات. (طـ)

٤- حاشية على عمدة الفقه. (طـ)

٥- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام. (طـ)

٦- توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام. (طـ)

٧- علماء نجد خلال ثمانية قرون. (طـ)

٨- القول الجلي في حكم زكاة الحلي. (طـ)

٩- الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية. (طـ)

وغيرها كثير من بين مطولات ورسائل انتفع بها الكثير.

تلاميذه:

وقد تتلمذ على الشيخ –رحمه الله- مجموعة من طلاب العلم، ومنهم:

١) الشيخ الدكتور: ناصر العبد الله الميمان (أحد مدرسي جامعة أم القرى) .

٢) الشيخ: شائع بن محمد الدوسري (أحد الدعاة) .

٣) الشيخ: عبد القادر عبد الوهاب بغدادي (أحد كتاب العدل بمكة) .

٤) الشيخ: يوسف بن ردة الحسني (أحد قضاة ديوان المظالم) .

٥) الشيخ: زائد الحارثي (أحد قضاة مكة المكرمة) .

٦) الشيخ: محمد بن شرف الحلواني (أحد قضاة الطائف) .

وغيرهم كثير ممن انتفع بعلم الشيخ –رحمه الله-.

وفاته:

توفي الشيخ في ضحى يوم الخميس الموافق ٢٧/١١/١٤٢٣هـ إثر سكتة قلبية، وصُلي على الشيخ في مسجد الحرم بمكة المكرمة بعد صلاة الجمعة.

فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.

http://www.islamtoday.net/new_searc....cfm?artid=١٧٧٩

بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى

<<  <   >  >>