للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نصوص تدل على فضل العلم]

العلم فضائله كثيرة، ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب: (مفتاح دار السعادة) فضل العلم من وجوه كثيرة جداً، فمن أراد ذلك فليطالع، لكن أذكر فقط نبذ عن فضل العلم تليق بالمقام وبالكتاب.

الإمام البخاري رحمه الله قال: باب فضل العلم.

بدأ به من باب التشويق حتى تصبر على طلب العلم.

قال: وقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة:١١] ، وقوله عز وجل: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:١١٤] : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:١١] ، تلاحظ أن هناك فرقاً: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} وليس: أوتوا الإيمان: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} فخص العلم بالإيتاء لماذا؟ لأن العلم مواهب، ولأن الإيمان لازم لكل رجل، ولا ينجو في الآخرة إلا به، فجعله كاللازم له: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة:١١] يصلح أن يكون مؤمناً وجاهلاً ليس عنده علم؛ لأنه لا ينجو عند الله عز وجل إلا إذا كان مؤمناً، فإيمانه هو الذي ينجيه.

ويعوض النقص الذي عنده في العلم من أهل العلم، فإذا احتاج إلى الاستدلال يمكن أن يسأل العلماء، وبذلك يكون أتم المراد، فجملة: (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) دلالة على أن العلم يكتسب: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل:٧٨] ، ولهذا تجد أن المؤرخين في كتب السير يختلفون أحياناً، وربما كثيراً في مواليد العلماء، لكنهم لا يختلفون في وفياتهم، يقول لك: قيل: ولد سنة كذا، وقيل: سنة كذا وقيل: في شهر كذا لماذا؟ لأنهم يوم ولد لم يكن له ذكر، لم يكونوا يعلمون بأنه سيصير عالماً على السنة أو البدعة.

فلما ولد لم يكن له صيت ولا ذكر، لكنه يوم مات كان كالشمس، فدوَّن الناس يوم وفاته، بل ساعة وفاته، بل ما حدث في وفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>