للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} وَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْقَائِمُ بِجَمِيعِ أُمُورِ عِبَادِهِ وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ دُعَائِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ, وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" ١. الْحَدِيثَ. وَقَدْ جَمَعَ تَعَالَى بَيْنَ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ: "الْحَيِّ الْقَيُّومِ" فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ الْأَوَّلُ آيَةُ الْكُرْسِيِّ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [الْبَقَرَةِ: ٢٥٥] الثَّانِي: أَوَّلُ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ {الم، اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آلِ عِمْرَانَ: ١-٢] الثَّالِثُ فِي سُورَةِ طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه: ١١١] وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا قَالَ: "اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي ثَلَاثِ سُوَرٍ: سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَطه"٢. "فَلَا يَنَامُ" أَيْ: لَا يَعْتَرِيهِ


١ البخاري "١٣/ ٣٧١" في التوحيد، باب قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} .
مسلم "١/ ٥٣٢/ ح٧٦٩" في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه.
٢ حديث حسن رواه. ابن مردويه "تفسير ابن كثير ١/ ٣١٥" قال: أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أخبرنا هشام بن عمار أنبأنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبر "في المطبوع زيد وهو خطأ" أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه - وذكره.
وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في الثقات. وقد ذكر ابن حجر أنه التنيسي في ترجمة هشام بن عمار.
وقد تابعه عمار بن نصر عند الحاكم "١/ ٥٠٦" وهو صدوق.
وقد رواه ابن ماجه "٢/ ١٢٦٧/ ح٣٨٥٦" من طريق أخرى فيه غيلان بن أنس قال عنه الحافظ: مقبول "إذا توبع وإلا فلين". وللحديث شاهد من حديث أسماء بنت زيد:
رواه أحمد "٦/ ٤٦١" والدارمي "٢/ ٤٥٠" والترمذي "٥/ ٥١٧/ ح٣٤٧٨" في الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله. وابن ماجه "٢/ ١٢٦٧/ ح٣٨٥٥". في الدعاء، باب اسم الله الأعظم. وأبو داود "٢/ ٨٠/ ح١٤٩٦" في الصلاة باب في الدعاء. وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وهو ليس بالقوي وشهر بن حوشب تكلم فيه غير واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>