للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبَّهُ سَيَخْلُو بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ قَالَ فَيَقُولُ: مَا غرك بي يابن آدَمَ؟ "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟ "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ١. وَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ٢. وَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كُلُّ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: نَعَمْ٣. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُنَادِي أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟ فَيَقُومُونَ فِي كَنَفٍ وَاحِدٍ مِنَ الرَّحْمَنِ تَعَالَى لَا يَحْتَجِبُ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَا يَسْتَتِرُ. قَالَ أَبُو عَفِيفٍ وَهُوَ الرَّاوِي عَنْهُ: مَنِ الْمُتَّقُونَ؟ قَالَ: قَوْمٌ اتَّقَوُا الشِّرْكَ وَعِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَأَخْلَصُوا لِلَّهِ فِي الْعِبَادَةِ, فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ٤. وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَذُوقُوا الْمَوْتَ٥. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ إِلَى مُلْكِهِ أَلْفَيْ عَامٍ يُرَى أَقْصَاهُ كَمَا يُرَى أَدْنَاهُ, وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ٦. وَكَانَ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ, وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ, وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الدُّعَاءُ عَنْهُ٧، وَتَقَدَّمَ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. وَقَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {لِلَّذِينِ


١ أخرجه اللالكائي في السنة "ح٨٦٠" وأخرجه أبو عوانة "حادي الأرواح ص٣٦٩" وسنده صحيح عند أبي عوانة.
٢ اللالكائي في السنة "ح٧٨٧" وأبو بكر بن أبي داود "حادي الأرواح ص٣٦٩" وسنده ضعيف وهو صحيح لشواهده.
٣ الآجري في الشريعة "ص٢٥٧" وسنده ضعيف فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف عن أبيه وله أوهام. وهو صحيح لشواهده.
٤ اللالكائي في السنة "ح٨٦٤". من طريق ابن أبي حاتم وقد رواه في تفسيره "حادي الأرواح ص٣٦٩". وسنده ضعيف فيه ميمون "أبو حمزة" وهو ضعيف. وأبو عفيف هذا لا يعرف.
٥ اللالكائي في السنة "ح٨٦٥". وفيه ابن لهيعة وقد روى عنه ابن وهب. وهو من رواية سالم بن أبي أمية عن أبي هريرة وسالم يرسل عمن لم يلقه. والحديث صحيح لشواهده.
٦ اللالكائي في السنة "ح٨٦٦" وفي سنده ثوير بن أبي فاختة وهو ضعيف وقد تقدم الحديث مرفوعا من طريقه فانظره.
٧ تقدم ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>