للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ, وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ" قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ١.

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يُبَايِعُنِي على هذه الثلاث الْآيَاتِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [الْأَنْعَامِ: ١٥١] الْآيَاتِ"٢.

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ لَمَّا قَالَ لَهُ: مَا الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ؟ قَالَ: "الْإِسْلَامُ" قُلْتُ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "أَنَّ تُسْلِمَ قَلْبَكَ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ لِلَّهِ وَأَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ" ٣. وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: وَمَا آيَةُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: "أَنْ تَقُولَ: أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَتَخَلَّيْتُ, وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ, وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ, وَكُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ" ٤.

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ, وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأُمُورِ, وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تحيط من وراءهم" ٥ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوَابِ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" ٦.


١ رواه البخاري "١/ ٦٤" في الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار، ومسلم "٣/ ١٣٣٣/ ح١٧٠٩" في الحدود، باب الحدود كفارات لأهلها.
٢ رواه الحاكم "٢/ ٣١٨" وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي, وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه "الدر المنثور ٣/ ٣٨١".
٣ رواه أحمد "٥/ ٤، ٥" والنسائي "٥/ ٤، ٥" في الزكاة، باب وجوب الزكاة و"٥/ ٨٢، ٨٣" فيه، باب من سأل بوجه الله عز وجل، وابن ماجه "٢/ ٨٤٨/ ح٢٥٣٧" في الحدود، باب المرتد عن دينه, وسنده صحيح.
٤ رواه أحمد "٥/ ٤، ٥" والنسائي "٥/ ٨٢، ٨٣" في الزكاة، باب من سأل بوجه الله عز وجل, وهو كالذي قبله.
٥ رواه أحمد "٥/ ١٨٣" والدارمي "١/ ٧٥" وابن حبان "الإحسان ٢/ ٣٥" من حديث زيد بن ثابت, وإسناده صحيح.
وله شواهد من حديث ابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي الدرداء والنعمان بن بشير وغيرهم.
٦ رواه مسلم "١/ ٦٥/ ح٤٠" في الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل, من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>