للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ قَبْضَتَيْنِ, فَقَالَ لِمَنْ فِي يَمِينِهِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ, وَقَالَ لِمَنْ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى: ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِي١.

وَلِعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوَامًا, أَوْ مُقَارِبًا, مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الْقَدَرِ٢.

وَلَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ حِينَ طُعِنَ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ٣ [الْأَحْزَابِ: ٣٨] .

وَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ وَفِي لَفْظٍ بِالشَّامِ وَالْجَاثَلِيقُ مَاثِلٌ فَتَشَهَّدَ فَقَالَ: "مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ, فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ بِقَمِيصِهِ هَكَذَا يَعْنِي نَفَضَهُ, وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا, فَقَالَ: مَا يَقُولُ: فَقَالُوا: مَا قَالَ. فَقَالَ: كَذَبْتَ عَدُوَّ اللَّهِ, اللَّهُ خَلَقَكَ, وَاللَّهُ أَضَلَّكَ, ثُمَّ يُمِيتُكَ فَيُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَاللَّهِ لَوْلَا عَقْدٌ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ فَنَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي يَدَيْهِ ثُمَّ كَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ, وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ, ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ. قَالَ: فَتَصَدَّعَ النَّاسُ وَمَا يُتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ٤.


١ رواه سفيان بن عيينة في جامعه عن عمرو بن دينار أن أبا بكر الصديق قام على المنبر ... وذكره "كنز العمال ح١٥٤٢" وعمرو بن دينار ثقة إلا أنه لم يدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
٢ عبد الله في السنة "ح٨٧٠" وإسناده صحيح. وأخرجه الحاكم "١/ ٣٣" واللالكائي "ح ١١٢٧".
٣ عبد الله في السنة "ح٨٩٢" وإسناده صحيح.
٤ عبد الله في السنة "ح٩٢٩" واللالكائي في أصول الاعتقاد "ح١١٩٧ و١١٩٨ و١١٩٩" وأخرج بعضه عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية "ح٢٥٧". كلهم من رواية عبد الأعلى بن عامر القرشي: وعبد الأعلى قال عنه الحافظ: مقبول وقد روى عنه خالد الحذاء والحارث بن عبد الله بن القاسم وعمرو بن الأصبغ ومخلد والد أبي عاصم وذكره خليفة في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة. فحديثه حسن إن شاء الله.
وعزاه صاحب الكنز "ح١٥٤٥" لابن بشران وابن منده في غرائب شعبة وخشيش في الاستقامة. والجاثليق هو: رئيس للنصارى في بلاد الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>